أحكام مراتب الجرح والتعديل (2)
صفحة 1 من اصل 1
أحكام مراتب الجرح والتعديل (2)
ثالثًا: الأحكام الأربعة لمراتب التعديل والجرح:
سبق أن ابن أبي حاتم كان له فضل السبق في ترتيب مراتب التعديل والجرح، وأن أهل العلم بعده زادوا ألفاظًا لم يذكرها ابن أبي حاتم مما يستعمله النقاد في التعديل والجرح، حيث لم يظهر أن ابن أبي حاتم قصد استيعاب تلك الألفاظ، كما أن الذين جاءوا من بعده لم يَدَّعِ أحدٌ منهم استيعابها، بل صرح الحافظ السخاوي أن ما زاده الحافظ العراقي كان بغير استقصاء، وقال: "فمن نظر كتب الرجال، ظفر بألفاظ كثيرة"[1].
ولم تقتصر الزيادات بعد ابن أبي حاتم على جمع الألفاظ المستعملة في التعديل والجرح مما لم يذكره ابن أبي حاتم، بل تعدّت ذلك إلى استنباط مراتب أخرى؛ فكانت عند ابن أبي حاتم: أربعًا في التعديل ومثلَها في الجرح، وانتهت عند الحافظ السخاوي: ستًّا في التعديل ومثلَها في الجرح[2].
إلا أن تلك الزيادات التي زادها المتأخرون في المراتب لا تُعَدّ من المقاصد، والغالب فيها مراعاة التوكيد في الصيغة، نحو مرتبة "أوثق الناس"، ومرتبة "لا يُسأل عن مثله"، ومرتبة "ثقة ثقة"، وهي ثلاث مراتب عند السخاوي فوق مرتبة "ثقة"، فلما كان ابن أبي حاتم قد ابتدأ بمرتبة "ثقة"، صارت المرتبة الأولى عنده تحلّ رابعة عند السخاوي، والخطب في ذلك يسير.
أما أحكام مراتب التعديل والجرح عند ابن أبي حاتم فقد ظلّت كما هي عند اللاحقين له كافة، ولم يظهر منهم مخالفة في تعليق هذه الأحكام بمراتبها حسب دلالات الألفاظ على تحقق شرطي الصدق والضبط في الراوي: من حيث أصل معنى اللفظ، ومن حيث مدى دلالته على ذلك.
وبذلك أضحت الأحكام بالاستقراء محصورة في:
(1) من يحتج به من الرواة.
(2) من يُكتب حديثه.
(3) من يُترك حديثه جملة.
ثم الذين يكتب حديثهم درجات، تبدأ بمن نزل عن تحقق شروط الاحتجاج فيه شيئًا، وتنتهي بمن لم يصل إلى حدّ الترك، وهي الدرجات الأكثر عددًا، نظرًا لكثرة التفاوت بين الرواة.
كما أن هذه الدرجات لما قَصُرَتْ عن تحقيق شروط الاحتجاج وارتفعت عن حد الترك صارت مجالًا لاعتبار القرائن وطلب المرجحات، وهو ما اصطلح على تسميته بالنظر والاعتبار، أي من يكتب حديثه وينظر فيه، ومن يكتب حديثه ويُعتبر به. ولذلك فإن الأحكام التي نص عليها ابن أبي حاتم، وجرى عليها من بعده، أربعة، وهي على الترتيب: الاحتجاج، ثم الكتابة للنظر، ثم الكتابة للاعتبار، ثم الترك.
قال ابنُ أبي حاتم:
"وجدتُ الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى:
فإذا قيل للواحد: إنه ثقة، أو: متقن ثبت، فهو
الباقي بالالوكة
http://www.alukah.net/articles/1/7904.aspx
سبق أن ابن أبي حاتم كان له فضل السبق في ترتيب مراتب التعديل والجرح، وأن أهل العلم بعده زادوا ألفاظًا لم يذكرها ابن أبي حاتم مما يستعمله النقاد في التعديل والجرح، حيث لم يظهر أن ابن أبي حاتم قصد استيعاب تلك الألفاظ، كما أن الذين جاءوا من بعده لم يَدَّعِ أحدٌ منهم استيعابها، بل صرح الحافظ السخاوي أن ما زاده الحافظ العراقي كان بغير استقصاء، وقال: "فمن نظر كتب الرجال، ظفر بألفاظ كثيرة"[1].
ولم تقتصر الزيادات بعد ابن أبي حاتم على جمع الألفاظ المستعملة في التعديل والجرح مما لم يذكره ابن أبي حاتم، بل تعدّت ذلك إلى استنباط مراتب أخرى؛ فكانت عند ابن أبي حاتم: أربعًا في التعديل ومثلَها في الجرح، وانتهت عند الحافظ السخاوي: ستًّا في التعديل ومثلَها في الجرح[2].
إلا أن تلك الزيادات التي زادها المتأخرون في المراتب لا تُعَدّ من المقاصد، والغالب فيها مراعاة التوكيد في الصيغة، نحو مرتبة "أوثق الناس"، ومرتبة "لا يُسأل عن مثله"، ومرتبة "ثقة ثقة"، وهي ثلاث مراتب عند السخاوي فوق مرتبة "ثقة"، فلما كان ابن أبي حاتم قد ابتدأ بمرتبة "ثقة"، صارت المرتبة الأولى عنده تحلّ رابعة عند السخاوي، والخطب في ذلك يسير.
أما أحكام مراتب التعديل والجرح عند ابن أبي حاتم فقد ظلّت كما هي عند اللاحقين له كافة، ولم يظهر منهم مخالفة في تعليق هذه الأحكام بمراتبها حسب دلالات الألفاظ على تحقق شرطي الصدق والضبط في الراوي: من حيث أصل معنى اللفظ، ومن حيث مدى دلالته على ذلك.
وبذلك أضحت الأحكام بالاستقراء محصورة في:
(1) من يحتج به من الرواة.
(2) من يُكتب حديثه.
(3) من يُترك حديثه جملة.
ثم الذين يكتب حديثهم درجات، تبدأ بمن نزل عن تحقق شروط الاحتجاج فيه شيئًا، وتنتهي بمن لم يصل إلى حدّ الترك، وهي الدرجات الأكثر عددًا، نظرًا لكثرة التفاوت بين الرواة.
كما أن هذه الدرجات لما قَصُرَتْ عن تحقيق شروط الاحتجاج وارتفعت عن حد الترك صارت مجالًا لاعتبار القرائن وطلب المرجحات، وهو ما اصطلح على تسميته بالنظر والاعتبار، أي من يكتب حديثه وينظر فيه، ومن يكتب حديثه ويُعتبر به. ولذلك فإن الأحكام التي نص عليها ابن أبي حاتم، وجرى عليها من بعده، أربعة، وهي على الترتيب: الاحتجاج، ثم الكتابة للنظر، ثم الكتابة للاعتبار، ثم الترك.
قال ابنُ أبي حاتم:
"وجدتُ الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى:
فإذا قيل للواحد: إنه ثقة، أو: متقن ثبت، فهو
الباقي بالالوكة
http://www.alukah.net/articles/1/7904.aspx
سيف الله ال- عضو جديد
- عدد المساهمات : 2
تاريخ الميلاد : 25/09/1988
العمر : 35
الجنس :
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 13/09/2009
المهنة - الوظيفة :
التقييم : 10
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى